الماء القديم خمسة أذرع وسبعة عشر أصبعا. ودخلت سنة أربع وثلاثين والذى تنتهى إليه الزيادة يذكر فى سنة أربع وثلاثين، إن شاء الله.
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين. والوزير ابن العلقمى بحاله.
والسلطان الملك الكامل سلطان الإسلام. واتفق الحال بينه وبين الأشرف، لما بلغهما ما فعله صاحب الروم فى ممالكهما، فإنه استولى على حران، والرها، والسويداء، وقطينا، أخذها ممن كان فيها من النواب مخامرة، وباعوها له بيعا. وتوجه السلطان بالعساكر المصرية. وصحبته الملك الأشرف بالجيوش الشامية.
فلما بلغ العسكر الرومى ذلك نزل فى القلاع من يحفظها من جهته، ودخل بلاده.
ثم نزل السلطان على حران وأخذها بالسيف عنوة، فى الرابع عشر من ربيع الآخر.
وأسر من كان فيها من العسكر الرومى، وعدتهم سبعمائة وخمسة عشر نفرا، فيهم جماعة من أمرائه ومقدميه. وفى نهار ثالث عشر جمادى الأولى فتح قلعة الرها عنوة بالسيف، وأسر أيضا جميع من كان فيها من العسكر الرومى من الأمراء والمقدمين وغيرهم، وعدتهم تزيد عن ثمانمائة نفر. وكذلك تسلم قلعة السويداء عنوة بالسيف، وأسر أيضا من كان بها، وذلك فى سابع عشر جمادى الآخرة، وهدمها إلى الأرض، وكذلك قلعة الرها. وفى رجب تسلم قلعة قطينا، وأسر أيضا من كان بها. وفى التاسع عشر منه سيّر جميع الأسرى الذين أخذوا من تلك القلاع إلى الديار المصرية، وعدتهم تزيد عن ثلاثة آلاف نفر.