قال ابن واصل: وفيها فتح الرها. كان الفرنج-لعنهم الله-كثر شرّهم بالبلاد الجزريّة، وكانت لهم الرّها وسروج وألبيرة وغير ذلك. وكانت جميع هذه البلاد والأعمال لجوسلين. وكان أتابك زنكى يعلم أنه متى قصد الرّها اجتمع بها الفرنج ومنعوه منها. فاشتغل بقصد ديار بكر ليوهم الفرنج أنّه غير قاصد نحوهم. ثم إنه نادى على حين غفلة من الفرنج بالركوب. ومدّ خوان وقال: لا يأكل معى على مائدتى إلاّ من يطعن غدا معى باب الرها. فلم يتقدم إليه غير أمير واحد وصبى لا يعرف، وذلك لما يعرفون من شجاعته وقوة جسارته. .
فقال ذلك الأمير للصبى: ما أنت وهذا [المقام] فقال له [عماد الدين]: دعه، فإنى والله أرى منه وجها لا يتخلّف عنى.