هو صالح بن عبيد بن آسف بن إرم بن سام بن نوح، بعثه الله إلى قومه، وهم ثمود بن حاش بن إرم. وكانت مساكنهم الحجر بين وادي القرا والشام. قال وهب بن منبّه: بعثه الله حين راهق الحلم. وكان يمشي حافيا ولا يتّخذ حذاء. وقال ابن مسعود: بعث وله أربعون سنة؛ ولم يبعث نبيّ إلاّ بعد الأربعين.
وكانت أتته ناقة خرجت من هضبة من الأرض يتبعها فصيل لها.
فكانت تتفجّج لهم، فيحلبون منها ريّهم، وتشرب ذلك اليوم جميع مياههم، وهم يشربون الماء في اليوم الثاني ولا تأتهم. فلمّا طال عليهم أمرها ملّوها. فاجتمع تسعة رهط من شرّارهم على عقرها. فخرجوا إليها فعقروها.
وقيل: إنّ رجلا منهم كان اسمه قدار، وكانت له قينة فاشتهت عليه وهم يشربون الخمر، من لحم الناقة التي هي آية صالح. فخرج في تسعة نفر من قومه، وكان أحمر أزرق، فعقروا الناقة، وأتا لقينته. فكان كلّما