يسعى بها ذو تومتين مشمّر ... قنأت أنامله من الفرصاد
قال أبو عمرو: هذه القصيدة من مختار أشعار العرب، وحكمها مفضّلة مأثورة.
<ذكر عمرو بن قميئة>
وأمّا عمرو بن قميئة فيقال: إنّه أوّل من قال الشعر من نزار، وهو أقدم من امرئ القيس. وهو الذي لقي امرأ القيس في آخر عمره وصحبه إلى بلاد الروم، ومات بالطريق فسمّي الضّائع، وقد تقدّم خبره مع امرئ القيس. وهو القائل-لمّا بلغ تسعين سنة (من الطويل):
كأنّي وقد جاوزت تسعين حجّة ... خلعت بها عنّي عذار لجامي
على الرّاحتين مرّة وعلى العصا ... أنوء ثلاثا بعدهنّ قيامي
رمتني بنات الدّهر من حيث لا أرى ... فكيف بمن يرمى وليس برام
ولو أنّني أرمى بنبل رأيتها ... ولكنّني أرمى بغير سهام