للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقام بالأمر مذ نيطت تمائمه ... قيام مضطلع قواه تقواه

وأعلن العدل حتى أمّ مذهبه ... من كان قدما تعدّاه وعاداه

وجدّد الجود حتى لاح معلمه ... للمجتدين وطرّاه وأطراه

فالدين والملك والأقوام قاطبة ... راضون عن سعيه والله والله

فلله درّه من سلطان عادل، وملك فاضل، يطيل الأقبال، ويزيل الأقلال، ويتفقّد الأحوال، وينتقد الرجال، ويكشف النوازل، ويعرف المنازل، بهىّ المنظر، رضىّ المخبر، لا يخيبه أمل، ولا يقهره بطل، جبر الرعيّة بفضله، وعمّ البريّة بعدله، وحصن الأنام بكفايته، وحسن الأحكام بدرايته (من الكامل):

متيقّظ العزمات مذ نهضت به ... عزماته نحو العلى لم يقعد

وتكاد من نور البصيرة أن يرى ... فى نومه فعل العواقب فى غد

وسنذكر فى جميع أجزاء هذا التأريخ من بعض محاسنه ما يليق كلّ (١٣٩) فصل من فصوله الحسان، ولا ندرك بعض بعض محاسن سيرة مولانا السلطان، ويأتى أيضا من ذكر هذه القلعة المنصورة، التى عادت محاسن الدنيا فى كلّ مقصورة منها عليها مقصورة.

[فصل فى ذكر البحار والجداول والأنهار]

(١) قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (٢) بإسناده إلى شيخ كان مرابطا بساحل البحر قال: لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطّاب رضى الله عنه فقال: حدّثنى عمر عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: ليس من ليلة إلاّ والبحر يشرف على الأرض يستأذن ربّه ثلاثا هل ينفضح على الأرض فيكفّه الله تعالى.


(١) مأخوذ من مرآة الزمان ٢٤ ب،٩
(٢) مسند أحمد بن حنبل ٢/ ٤٣