فيها حجّ الرشيد ماشيا حافيا لنذر كان عليه. وكان يقف حول البيت، وينادي: يا ربّ! أنت أنت، وأنا أنا! أنت العزيز وأنا الذليل! فقال سفيان البلخي رضي الله عنه لولده: يا بنيّ! من هذا؟ فقال: يا أبت! هذا جبّار الأرض يتضرّع لجبّار السماء!
ومن ملح الأصمعي قال، كنت ببعض أحياء العريب فرأيت شابا حسن الشباب، وسيم الخلق وقد أتى إلى بعض الأخبية وأمسك بعمود فسطاط وأنشد (من الطويل):
جزى الله عنّا ذات بعل تصدّقت ... على عزب حتّى يكون له أهل
فيجزيها يوما إذا هي أرملت ... وكان له أهل وليس لها بعل
فلا تمنعوا عزّابكم من نسائكم ... فما في كتاب الله أن يمنع الفضل
قال؛ فلم يكن بأسرع أن خرجت شابة كأنها البعير فقبضت على عضده وأدخلته الخباء ساعة ثم خرج وهو يقول: لولا الرحماء لهلكت الضعفاء!
ذكر سنة إحدى وثمانين ومائة (١٠٤)
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ثلاثة أذرع وأربعة عشر إصبعا. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا فقط.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة الرشيد بالله هارون بن محمد المنصور. وفيها خرج عبيد الله بن