للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما ما ذكره ابن الأثير فى تاريخه قال: لقد بقيت، عدة سنين معرضا عن هذه الحادثة استعظاما لها. أقدم رجلا وأؤخر أخرى، فمن الذى يسهل عليه أن يسطر نعى الإسلام؟. فياليت أمى لم تلدنى! وياليتنى كنت نسيا منسيّا!. لكنى حثنى على ذلك جماعة من الأصدقاء الكبار الأعيان، وأنا متوقف. وتكلم كلام كثير، معناه التنصل مما سطره فى أمر هذه الحادثة وعظمها. ولعمرى إنه لمعذور فيما اعتذر منه. والعبد أيضا يعتذر عن ما لا بدّ كان من تسطيره، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

ذكر تملك السلطان جلال الدين منكبرتى بن السلطان

علاء الدين خوارزم شاه

وفى هذه السنة تولى الملك السلطان جلال الدين منكبرتى بن السلطان علاء الدين محمد خوارزم شاه بن تكش-وباقى نسبه قد تقدم-بعد وفاة أبيه فى تلك القلعة المقدم ذكرها. وكان تمليكه بوصية من أبيه، فركب فى الحالة الراهنة، وتوجّه إلى خوارزم طالبا لإخوته، ومعه سبعون نفرا، فالتقوهم أهل خوارزم بالخيول والسلاح والقماش والعدة. وتباشر الناس بقدومه، واجتمع إليه العساكر الإسلامية، فعاد فى سبعة آلاف فارس، فملك. ثم إن أخويه عملا على مسكه، فأعلمه بعض أصحابه، فرحل طالبا خراسان فى ثلثمائة فارس، وأقام بقية أصحابه بخوارزم. فورد عليهم الخبر بحركة التتار نحو خوارزم، فهربوا على أثر جلال الدين إلى خراسان.

وأما السلطان جلال الدين فوصل إلى نيسابور، وكان جكزخان لما بلغه أن