للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جلال الدين مشى مكان أبيه علاء الدين أمر التتار أن يتفرقوا عليه فى سائر الطرق، فوقع جلال الدين فى طريقه على سبعمائة منهم قد مسكوا له تلك الطريق، فأيقع معهم جلال الدين وكسرهم كسرة عظيمة، لم يسلم منهم مخبر. وهذا كان أول سيف خضب بدمائهم بالنصر فى الإسلام. ثم ساق جلال الدين إلى نيسابور، وكتب إلى العساكر المشتتة فى الأطراف بسرعة الاجتماع، والقدوم عليه. وأقام ينتظر الجيوش بنيسابور شهرا، والعساكر ترد وتتواصل أولا فأولا. فعلم جكزخان بذلك، فأعجله قبل [أن] تتكامل جيوشه. وأدركته التتار، فخرج من نيسابور بمن انضم إليه، يطوى المراحل إلى كرمان، ثم إلى غزنة. فأتاه الخبر أن أمين الملك -وهو ابن خال السلطان جلال الدين صاحب هراة-قد أخلى هراة، وأن التتار قد قربوا منها، وأن مع أمين الدين عشرة آلاف فارس. فنفذ إليه، واجتمع به، وانضمت العساكر بعضها إلى بعض، والتقى السلطان جلال الدين بالتتار الذين كانوا طالبين هراة، وكان مقدمهم تولوخان بن جكزخان فى عشرين ألف من المغل، فجرى بينهم من القتال ما يشيّب الأطفال. ونصر الله تعالى السلطان جلال الدين، وانهزم التتار، وركب المسلمون أكتافهم قتلا بالسيف. وقتل تولوخان بن جكزخان فى هذه الوقعة.

ولما بلغ جكزخان قتل ولده، وكسر جيشه، رمى سراقوجه على الأرض. وجمع سائر جيوشه، وسار مجدّا حتى وافى السلطان جلال الدين على حافة السند. وكان جلال الدين قد فارقه أخوه وخاله وجماعة من عساكره، فضاق عليه الوقت فى استرجاعهم