وهم اثنا عشر ذكرا. ومرويّ أنّ الأنبياء جميعهم من ولده، اللهمّ إلاّ أحد عشر، وهم: نوح وهود وصالح ولوط وإبراهيم وأيّوب وشعيب وإسماعيل وإسحاق ويعقوب نفسو محمّد، صلّى الله عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين. وتوفّي يعقوب بمصر وله من العمر مائة سنة وسبع وأربعون سنة، وحمله يوسف، عليه السلام، ودفنه عند قبر أبيه إسحاق. ولم تزل النبوّة والملك متّصلين بالشام ونواحيها في ولد إسرائيل بن إسحاق، إلا أن أزال الحكم عنهم بخت نصر الفارسيّ، ثمّ الروم من بعده. وكان آخر أنبياء بني إسرائيل يحيى وزكريّا وعيسى، عليهم السلام.
[ذكر يوسف، عليه السلام]
أمّا يوسف، عليه السلام، فهو أعرق الأنبياء أصلا، ولسيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم، الشرف الرفيع والجمال البديع. فإنّ يوسف صديق الله، ابن يعقوب إسرائيل الله، ابن إسحاق ذبيح الله، ابن إبراهيم خليل الله. ولا يوجد نبيّ ابن نبيّ ابن نبيّ ابن نبيّ، أربعة على نسق سواه. . . إنّه لمّا بلغ سبع عشرة سنة رأى الشمس والقمر وإحدى عشر كوكبا، له ساجدين. فقصّ (١٥٠) رؤياه على أبيه، فحسده إخوته، فوضعوه في غيابه <في> الجبّ، وابتيع من أهل مصر. وقد تمثّل به بعض الشعراء فقال (من الطويل):
أقول وقد ضاقت بأحزانها نفسي ... لإن بعت يا مولاي ودّي بالوكس
لقد بيع بعض الأنبياء عليهم ... صلاة إله النّاس بالثّمن البخس