واشتراه قائدا من قياد فرعون مصر. فمكث عنده مدّة، ثمّ كان من أمره مع امرأة العزيز ما يأتي ذكره، وسجن. وكان من رؤيا فرعون ما كان، ثمّ أطلقه واستوزره. وصاحبه الرّيّان بن الوليد، ويقال: إنّه آمن به. ومات فرعون ويوسف حيّ. وولي بعده قابوس بن مصعب وكان كافرا. هذا ما روي عن أهل الأثر.
وأمّا ما وجدته من قصّته في هذا الكتاب القبطيّ، فإنّه قال: وإنّ في زمان نهراوش الملك دخل إلى مصر غلام قد ألبس ثوب الجمال من أهل الشام، احتوا عليه إخوته وباعوه. وكانت القوافل تأتي من الشام وتفرش بالموقف. فأوقف الغلام، ونودي عليه، وهو يوسف بن يعقوب، فبلغ وزنه ذهبا وورقا. فاشتراه طغين العزيز وزير نهراوش الملك ليهديه إلى الملك. فلمّا أتا به منزله، رأته امرأته زاريخا، وهي زليخا، وهي ابنة عمّ العزيز، قالت: اتركه لنا نربّيه، ففعل. فهويته، وكانت تكتم ذلك عليه، حتّى غلبها هواها. فجاءت وتزيّنت له وعرّفته أنّها تحبّه، وإن وافقها على ما تريد منه، حبته بمال عظيم، واصطفته لنفسها. فامتنع من ذلك. ورأت أن تقبّله؛ ولم تزل تعاركه وهو يمتنع عليها إلى أن أتا زوجها العزيز ورآه وهو هارب منها. وكان العزيز عنّينا لا ينال النساء. فجعل يوسف يعتذر إليه. وقالت <زليخا>: كنت نائمة، فأتاني وراودني عن نفسي. ففطن العزيز وعلم أنّ الأمر منها. فقال ليوسف: دع اعتذارك، وأعرض عنه.