كلّ هذا الكلام بالقبطيّ، وهذا معناه لمّا جلبته إلى العربيّة.
وقد كان خبر الغلام اتّصل بالملك نهراوش. فسأل العزيز عنه فأنكره منه ومنعه من الخروج من قصره. وكان نهراوش قد عاود الاعتكاف على اللذّات و <سلّم> إلى العزيز الملك وتدبير الرعيّة.
ولمّا اتّصل خبر زليخا ويوسف بنساء من أصحاب الملك، فعيّروها بذلك. فأحضرت جماعة منهنّ، وعملت لهنّ وليمة وشرابا، وجلست في مجلس قد فرشته بأنواع الديباج في إيوان عظيم، وأمرت المواشط بتزين يوسف، <عليه السلام>، وإخراجه من المجلس على تلك النّسوة، بعدما أخذ الشراب منهنّ. فأخرجنه بعدما زيّنّه بأتمّ زينة، وجعلن عليه الثياب المنسوجة بالذهب على ثوب من الديباج الأحمر، وسرّحن ذوائبه، والتبر من خلفه ومن قدّامه. ودفنّ إليه مذبّة ذهب وشعرها أخضر، وكانت قد قدّمت لكلّ واحدة منهنّ أترجّة، وبيدها سكّينا يقطع بها. فلمّا خرج يوسف عليهنّ في تلك الزينة-وكان محاذيا للشمس-فأشرق المجلس وجميع ما فيه من جمال يوسف وقوّة نور وجهه، حتّى كاد يخطف بأبصارهنّ ذلك النور.
وأقبل يوسف والمذبّة في يده حتّى وقف على رأسها وعاد يذبّ عنها. وعادت تخاطب النّسوة، وهنّ لا يعين لكلامها، بل <كنّ> شاخصات ليوسف. فقالت: ما لكنّ اشتغلتنّ عن مخاطبتي بالنظر إلى عبدي. فقلن لها: ليس هذا من الإنس، وإنّما هذا روحانيّ عظيم قد ظهر