للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بهذا الزيّ العظيم. ولم يبق منهنّ واحدة إلاّ وسلب قلبها وحاضت في وقتها وأنزلت الشهوة من محبّته. فقالت لهنّ زليخا: هذا عبدي الذي لمتنّني عليه وعبتنّني فيه. فقلن لها: ما ينبغي لأحد أن يلومك بعد هذا.

ومن لامك فقد ظلمك، فدونكه. فقالت: قد فعلت وخاطبته فأبا عليّ.

فخاطبنه لي أنتنّ، لعسى <أن> يعطيكنّ رضا. فعادت (١٥٢) كلّ واحدة منهنّ تعرض نفسها عليه وتدعوه إليها وهو يمتنع. فإذا يئست منه لنفسها، خطبته لزليخا، وهو لا يرا ذلك أبدا. فلمّا رأين ذلك أجمعن على أخذه غصبا. فقالت مرة العزيز: لا يجوز هذا. ولكن، إن لم يفعل ما آمره به لأمنعنّه جميع اللذّات ولأسجننّه. فاختار السجن ومنع اللذّات. ثمّ أمرت بنزع ثيابه وألبسته الصوف وسألت زوجها أن يسجنه لتزول عنها التّهمة به.

فمال إلى قولها وسجنه. وأقام في السجن سبع سنين.

ورأى الملك في منامه كأن آتيا أتاه، فقال: إنّ فلانا وفلانا قد عزما على قتلك، يريد صاحبي طعامه وشرابه. فأمر بهما إلى السجن، بعدما اعترف الواحد، والآخر أنكر ذلك. وكان اسم صاحب الطعام كاسان وصاحب الشراب مرطيس. وكان يوسف يعرف بأهل السجن ويعدهم الفرج: وإن ذلك الفتيان رأيا رؤيا، فقصّاها على يوسف ففسّرها لهما. ولما خرجا من السجن وجدا ما قاله يوسف لهما قد أتا. فقتل أحدهما وقرّب الآخر إلى ما كان عليه من مرتبته.