فلمّا رأى الملك الرؤيا، وهي سبع بقرات يأكلن السنابل من الزرع، عرّفه الساقي خبر يوسف، ومضى إليه إلى السجن، ففسّرها له. فقال الملك: ائتوني به. فقال يوسف: لا أخرج، أو يكشف أمر النّسوة اللّواتي من أجلهنّ حبست. فلمّا بلغ <الخبر> زليخا اعترفت بالحقّ.
وقيل: إنّ مولودا نطق في المهد ببراءة يوسف، فأخرج وغسل من درن السجن وألبس ما يجب أن يدخل به على الملوك. فلمّا رآه الملك امتلأ قلبه من حبّه وإيثاره. وسأله عن الرؤيا. ففسّرها له وأخبره أمر الغلاء الواقع، فقال الملك: وكيف الخلاص في ذلك؟ قال يوسف: إن فوّظتني أمر ملكك كفيتك هذا الهمّ، فإني عليم به. فأمر الملك، فخلع عليه وتوّج، وأمر أن يكون مكان العزيز بمصر.
(١٥٣) وعن أهل الأثر فيما اختلفوا فيه، في مدّة فراقه من أبيه. قال بعض الرّواة: إنّه أبيع وله من العمر سبع عشرة سنة، وأقام في الرّقّ ثلاث عشرة سنة، واستوزر وله ثلاثون سنة، وأقام بعد ذلك تسع سنين. واجتمع بأبيه، فكان مدّة الفراق اثنتين وعشرين سنة، وكان معه أبوه سبع عشرة سنة.
وقال سلمان الفارسيّ: كان مدّة فراقهما أربعون سنة. وقال الحسن البصريّ: ثمانون سنة. وقال ابن إسحاق: ثماني عشرة سنة. وإنّهم قالوا: