عز وجل، وهذه الديار محروسة بالإيمان بالله وحده، فإن هذه النصرة التى جرت نوبة الفرنسيس، كانت من آيات الله عز وجل العظيمة، وصدقاته الجسيمة، نصرة الإسلام على الكفرة اللئام، من غير ملك ولا جيوش، وقتل من الفرنج ما أشبع الطيور والوحوش.
فلما علم السلطان بأن الفرنج أخذوا دمياط-وكان سبب أخذها الكنانية- أمر بشنقهم، فشنقوا على النخل جميعهم. ثم كانت بين المسلمين والفرنج عدة وقعات.
[ذكر وفاة السلطان الملك الصالح، رحمه الله تعالى]
لما كان لأربع ليال خلت من شهر رمضان المعظم، توفى السلطان الملك الصّالح نجم الدين أيوب بن السلطان الملك الكامل ناصر الدين محمد بن السلطان الملك العادل سيف [الدين] أبو بكر بن أيوب، رحمهم الله أجمعين. وكان عمره يوم وفاته أربع وأربعون سنة وشهور وأيّام. وكان مولده فى سنة ثلاث وستمائة، ولم يتحرر عندى الشهر.
قال ابن واصل: إن وفاة السلطان الملك الصالح لأربع عشرة ليلة خلت من شعبان فى السنة المذكورة. وقال: وعمره يومئذ أربعين سنة. وقال: مولده سنة ثمان وستمائة والأول أصح.
وكان ملكا مهيبا، عزيز النفس، بعيد الغضب، عفيفا، طاهرا فى فرجه ولسانه، كثير الصمت، عديم السفّه. اشترى من المماليك الترك ما لم يشتر أحد من الملوك مثله من قبله، حتى عاد أكثر جيشه مماليكه، وذلك لكثرة ما جرّب من غدر الأكراد والخوارزمية وغيرهم من الجيوش. وكان إذا مات أحد من مماليكه،