قال الشريف أبو الحسين فى كتابه الذى بيّن فيه أصول هؤلآء القوم على ما نقلته من أمرهم: وقد تقدّم القول أنّ الحسين الأهوازى كان قد بعث داعيا إلى سواد الكوفة. فلما صار فى سواد الكوفة قصد طريق قرية تعرف بقس بهرام، فلقى فى الطريق رجلا يقال له حمدان بن الأشعث، ويعرف بقرمط، لأنه كان رجلا قصيرا ورجلاه قصيرتين، وخطوه متقاربا، فلقّب بقرمط. ومعه ثور ينقل عليه، فقال له الحسين الأهوازى: كيف الطريق إلى قسّ بهرام؟ فقال قرمط: هى قريتى، وأنا قاصدا. إليها فترافقا. ثمّ سأله الأهوازىّ عن قرية تعرف ببانثورا؟؟؟ فى السواد. فذكر أنها قريبة من قريته التى هى مسقط رأسه.
وكان حمدان قرمط أصله من قرية تعرف بالدور على نهر هدّ من رستاق مهرونقيا من طسوج فرات نادقلى؟؟؟. فتماشيا ساعة. فقال له حمدان:
إنى أراك جئت من سفر بعيد وأنت معى، فاركب ثورى هذا. فقال الحسين: إنى لم أؤمر بذلك. فقال له حمدان: كأنك تعمل بأمر قد