أمّر لك. قال: نعم. قال: من يأمرك وينهاك؟ قال: مالكى ومالكك ومن له الدنيا والآخرة. قال: فبهت حمدان قرمط يفكر، وأقبل ينظر إليه. ثم قال له: يا هذا؟ ما يملك الدنيا والآخرة إلاّ الله.
قال: صدقت. والله يهب ملكه من يشاء.
قال حمدان قرمط: فما تريد فى القرية التى سألتنى <عنها>؟ قال:
دفع إلىّ جراب فيه علم سرّ من أسرار الله، وأمرت أن أشفى أهل هذه القرية وأغنى أهلها وأستنقذهم وأملّكهم (ص ٣١) ممالك الدنيا من أيدى أصحابهم.
وابتدأ بدعوته ومكره لمّا رأى إصغاء قرمط إليه.
فقال له قرمط: يا هذا، نشدتك الله هلاّ دفعت إلىّ من هذا العلم العظيم شيئا، وأنقذنى ينقذك الله.
قال له: لا يجوز ذلك حتى تغتسل وتتطهّر وآخذ عليك عهدا وميثاقا أخذه الله على النبيّين والمرسلين. ثم ألقى إليك ما ينفعك.
قال: فأتيا إلى نهر فاغتسل فيه قرمط، ولم يزل يضرع له حتى أخذ عليه العهد، ثم قال له: ما اسمك؟ قال: قرمط. فقال: قد أفلح وجهك.
فقال له قرمط: أنا أسألك بحقّ من بعثك وأمرك ونهاك إلاّ ما صرت معى إلى منزلى حتى تجلس فيه، فإنّ لى إخوانا أصير بهم إليك لتأخذ عليهم العهد للمهدى.
فصار معه إلى منزله. فأخذ على الناس العهد هناك. وأقام فى منزل حمدان قرمط فأعجبه أمره، وعظّمه وكرّمه، وكان على غاية ما يكون من الخشوع،