للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صائما نهاره قائما ليله. فكان المغبوط من أخذه إلى منزله ليلة. وكان ربّما خاط لهم الثياب ويتكسّب بذلك. وكانوا يتبرّكون بخياطته.

وأدرك الثمر، فاحتاج أبو عبد الله محمد بن عمر بن شهاب العدوىّ إلى حراسة ثمره. وكان هذا الرجل من وجوه أهل الكوفة ومن أهل العلم والفضل والتوحيد. فوصف له هذا الرجل. فنصبه لحفظ ثمره والقيام على حضيرته.

فأحسن حفظها واحتاط فى حفظ الأمانة، وظهر منه من التشدّد فى ذلك ما خرج به عن أحوال الناس فى تساهلهم فى كثير من الأمور. وذلك فى سنة أربع وستين ومئتين. فاستحكمت ثقة الناس به وثقته بحمدان قرمط وسكونه إليه.

فأظهر له أمره وكشف له الغطاء. وكلّ ما كان (ص ٣٢) يفعله هذا الخبيث من الثقة والأمانة وإظهار الخشوع والنسك إنما كان حيلة ومكرا وخديعة وغشا، وليس هو من أهل ذلك كله. فلمّا حضرته الوفاة جعل مقامه حمدان قرمطا. فأخذ على كثير من أهل السواد وكان ذكيّا خبيثا.

وكان ممن أجابه مهرويه بن زكرويه السلمانى، وجلندى الرازى، وعكرمة البابلى، وإسحاق السورانى، وعطيف النبلى وغيرهم. وبثّ جميع دعاته فى السواد يأخذون على الناس.

وكان أكبر دعاته عبدان. وقيل إنّه كان متزوجا أخت قرمط أو قرمط متزوّجا أخته. وكان عبدان رجلا ذكيّا خفيفا فطنا خدّاعا، خارجا عن طبقة نظرائه من أهل السواد، ذا فهم وعقل وخبث. فكان يعمل عند نفسه على