للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طار بجناحه، ونبىّ أخذ الله بيده، لا سادس هلك من ادعى، وردى من اقتحم، اليمين والشمال مضلّة، والوسطى الجادة، منهج عليه أنوار الكتاب والسنة وآثار النبوّة، إنّ الله سبحانه داوى هذه الأمّة بدواءين: السيف والسوط، لا هوادة عند الإمام فيهما، استتروا بييوتكم، وأصلحوا ذات بينكم، والتوبة من ورائكم، من أبدى صفحته للحقّ هلك، قد كانت أمور لم تكونوا عندى فيها محمودين، أما إنّى لو أشاء أن أقول لقلت: عفا الله عمّا سلف، سبق الرجلان وقام الثالث كالغراب الأبقع، همّه بطنه، انظروا فإن أنكرتم فأنكروا، وإن عرفتم فأدّوا، حقّ وباطل، ولكلّ أهل، ولئن أمر الباطل لقديما ما فعل، ولئن قلّ الحق لربّما ولعلّ، ولقلّ ما أدبر شئ فأقبل، ولئن رجعت إليكم أموركم إنكم لسعداء، وإنّى لأخشى أن تكونوا فى فترة، وما علينا إلاّ الاجتهاد، ألا إنّ أبرار عترتى وأطايب أرومتى أحلم الناس صغارا، وأعلم النّاس كبارا، ألا وإنّا أهل البيت من علم الله علمنا، وبحكم الله حكمنا، ومن قول صادق سمعنا، فإن تتّبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا، وإن لم تفعلوا يهلكهم الله بأيدينا، معنا راية الحقّ، من تبعها لحق، ومن تأخّر عنها غرق، ألا وبنا تدرك ترة كلّ مؤمن، وبنا تخلع ربقة الذلّ من أعناقكم.

ومن خطبه عليه السّلام

(٢٥٤) قال بعد حمد الله والصلاة على رسوله صلّى الله عليه وسلم: أيّها المجتمعة أبدانهم، المختلفة أهواؤهم، كلامكم يوهن الصمّ الصلاب، وفعلكم يطمع فيكم عدوّكم،