قال العبد الفقير إلى الله أضعف عباد الله وأحوجهم إلى عفو الله، وإن كان الخلايق بأجمعهم إلى عفوه محتاجين، وعلى رحمته متّكلين، أبو بكر بن عبد الله مؤلّف هذا التاريخ، الكثير الفنون المشنّف للسمع والمنزّه للعيون:
قد تقدم القول فى الجزء الذى قبل هذا وهو الجزء الرابع ذكر دخول القائد جوهر مصر فى تاريخ سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة.
وهو آخر ما انتهى فيه الكلام فى ذلك الجزء وجميع ما قدّمنا فى هذا الكلام فهو توطئة لسياقة سنى التاريخ. ونحن نبتدئ الآن بسياقة السنين على التوالى حسبما أسّسناه فى جميع ما تقدّم من الأجزاء، ونقدم قبل ذكر سنة تسع وخمسين ما كان تبقّى فى سنة ثمان وخمسين، ليكون الكلام عليه طلاوة وله ذوق وحلاوة إذا أتى على السلاوة.
وذلك أنه لما قام بأمر الإخشيدية بعد وفاة الأستاذ كافور الإخشيدى أحمد بن على بن الإخشيد، حسبما تقدم من ذكره، كان بالرملة الحسن بن عبد الله بن طغج. فطمع أن يسبق فيكون صاحب الدولة. فسار إلى مصر فاستقبله كبراء الدولة. فرام الجلوس، فقالوا له:
إنّ ابن عمّك أحمد قد عقد له الأمر، وقد اجتمع عليه أهل الدّولة.
فطمع فى مال يأخذه، فقال لوزير عمه، وهو يومئذ جعفر بن حنزابة،