وكان المتحدّث فى الوزارة، لأحمد: احمل إلى مال. فقال: ما عندى مال. فأمر به فجرى عليه مكروه، وتوعّده بالقتل. فحقد فى نفسه.
ثم إنّ الحسن بن عبيد الله رجع إلى الشام، وهو يومئذ ملكها، وضمر فى نفسه أن يحشد ويعود فيأخذ مصر. وحسّ (ص ٨٣) جعفر بن حنزابة منه بذلك، فخشى على نفسه منه. فكتب إلى المعزّ أبى تميم، وهو يومئذ بالقيروان، يحثّه على الحضور ليملّكه البلاد. وكانت أيضا كتب كبار المصريّين قد وردت عليه بذلك. ومن جملة ما كتب إليه الوزير جعفر: إن كنت تخشى أنك لا تحضر بنفسك فابعث من تثق به يتسلّم البلاد ويعلم صحة المناصحة.
فأنفذ المعزّ عبده جوهر. فحشد الناس من المدن والقرى وسار فى جيش عظيم. فلقى الإخشيدية وهزمهم. فبعض استأمن وبعض قتل. وتمكّنت المغاربة من الأنفس والأموال والثمرات. ودخل جوهر القائد مصر يوم الثلاثاء الثانى عشر من شعبان سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة.
ولما سار الحسن بن عبيد الله بن طغج فى ذلك الوقت إلى الشام نزل على ظاهر دمشق. فأقام شهورا يجمع فى الناس. ثم بلغه دخول المغاربة مصر فيئس من مصر، وخشى على ما بيده من بلاد الشام.