فسار من دمشق فى شهر رمضان من هذه السنة واستخلف عليها شمولا غلام عمّه الإخشيد. وكان فى نفس شمول منه حقد، فكان على ما ذكر يكاتب جوهرا بمصر. ونزل الحسن بن عبيد الله الرملة وأخذ أهبته للحرب ممن يسير إليه من المغاربة. فوردت عليه الأخبار بأنّ القرامطة قد ساروا من بلدهم قاصدين إليه، وقد كان فى قلوب المغاربة منه هيبة عظيمة، لم يجسروا أن يخرجوا إليه جيشا، فكان مما اتفق من الأمور المقدّرة أنّ القرامطة وافت إلى ظاهر الرملة، فلقيهم الحسن بن عبيد الله، فانهزم، ثم جرى بينهم بعد ذلك الصلح. ومكث جيش القرامطة على الرملة ثلاثين يوما (ص ٨٤).
وكانت هذه الوقعة بين الحسن بن عبيد الله وبين القرامطة فى شهر ذى الحجّة سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة. ثم رحلوا القرامطة عن الرملة.
فلما بلغ المغاربة كسرة الحسن بن عبيد الله من القرامطة داخلهم الطمع فيه واستضعفوه، وكاتبوا من كان قبله من العمّال والولاة ووعدوهم الإحسان إليهم ليقعدوا عنه، وجهّز لحربه من مصر جعفر ابن فلاح فى عسكر من المغاربة. وقد كان الحسن بن عبيد الله يكاتب شمولا الذى خلفه على دمشق بأن يسير إليه بمن معه وبمن يستخدمه