للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم عاد السلطان إلى دمشق، وسلم جميع بلاد الشرق لولده الملك الصالح نجم الدين أيوب.

وفيها نزل السلطان على دنيسر. وكان العسكر الرومى قد أحرقها، فبينما السلطان ينظر فى أحوالها، إذ ورد عليه كتاب من الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، يعرفه أن التتار قد قطعوا دجلة فى مائة طلب، كل طلب خمسمائة فارس، ووصلوا إلى سنجار، فخرج إليهم معين الدين بن مهاجر، فقتلوه على باب سنجار.

فرجع السلطان والملك الأشرف، وقطعا الفرات إلى دمشق. ثم إن التتار رجعوا.

ولما عاد السلطان الكامل من الشرق، كرّ صاحب الروم راجعا بعساكره، ونزل على آمد وحاصرها. ووصل من عسكره شرذمة إلى بلاد حران وأخربوها، وأخربوا بها دار العافية، وأحرقوا عدة منازل بحران. وكان لما بلغ أهل حران بمجئ الروم إليهم، خرجوا عنها، وتبقى فى القلعة من يحفظها. ثم نزل الرومى بعسكره على آمد فى خامس ذى القعدة.

وفيها سير ابن رسول عسكرا كثيفا من اليمن إلى مكة. وخرج إليهم الأمير أسد الدين جغريل الكاملى وكسرهم كسرة عظيمة، وأخذ منهم جماعة كثيرة أسرى، وسيّرهم إلى مصر.

ثم دخلت سنة أربع وثلاثين وستمائة، وزيادة سنة ثلاث وثلاثين مستمرة.

والذى انتهى إليه النيل المبارك من الزيادة يذكر فى سنة أربع.