للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزردكاش. ودخل إلى دمشق فى موكب عظيم، ونزّلوه فى خانقاه النجيبىّ على الميدان ورتّبوا له راتبا كبيرا (٢). ولمّا كان ليلة النصف من شعبان أنزلوه جامع بنى أميّة. وكذلك صلّى به يوم الجمعة، ولمّا فرغ من الصلاة أخذه شمس الدين محمد المهمندار مع مشارف الجامع وصلّوا به فى جميع المزارات المباركة. وفى يوم الأحد توجّه إلى الديار المصريّة على البريد المنصور، واجتمع بمولانا السلطان عزّ نصره فى يوم الاثنين خامس عشر رمضان المعظّم. وأقام بالديار المصريّة ثمانية أيّام. ثمّ عاد إلى دمشق. فدخلها ثالث عشرين رمضان. وصحبته بدر الدين الزردكاش نايب باهسنا. وعلى يده مراسم أن يجرّد صحبته عسكرا يدخل معه إلى الروم ليحضر أهله. فوصل إلى حلب، وبها يومئذ الأمرا المصريّين المجرّدين يقدمهم الأمير سيف الدين بلبان الحبيشىّ. فاجتمع الأمرا فى دار السعادة بحلب، وقرئ ذلك المرسوم عليهم. فقال الأمير سيف الدين الطبّاخىّ للأمير سيف الدين الحبيشى: هذا مرسوم السلطان أن يجرّد مع سلامش جيش يحضر أهله فأيش تقول؟ -فقال الحبيشىّ: أنت نايب البلاد وخبير بطرقها وتأكل منافعها، فأحقّ ما توجّه معه عسكرك. -ونهض. خرج من عنده.

وركب من وقته وتوجّه إلى نحو عين تاب. فاحتاج الطبّاخىّ أن جرّد صحبته أميرين من أمرا حلب وهما ابن جاجا أمير ماية مقدّم ألف وبكتمر الجلمىّ. فلمّا دخلوا مع سلامش خرجت عليهم التتار. فقتل أحدهما وسلم الآخر وهو ابن جاجا (١٩). وذلك عند خروجهم برأس الدربند. وقتل أيضا سلامش وانقطع خبره


(٢) راتبا كبيرا: راتب كبير
(١٩) وهو ابن جاجا: بالهامش