للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها أفرج الله تعالى عن الأمير شمس الدين سنقر الأعسر فى يوم الاثنين تاسع وعشرين شوّال، وولى الوزارة بالديار المصريّة وهى الوزارة الثانية

وفيها فى العشر الأوّل من شعبان وصل إلى بيروت مراكب كثيرة بطش تقدير ثلاثين بطشة فى كلّ بطشة سبع ماية نفر من الفرنج قاصدين السواحل وأن يغاروا على المسلمين. وقرب دخولهم إلى الساحل أرسل الله عزّ وجلّ عليهم ريحا (٦) مختلفة، ففرّقت جموعهم وغرق بعضهم ورجعوا خائبين {وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ (٧)} لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (٨) وكان قد جرّدوا من دمشق عسكرا لأجلهم.

فورد الخبر بتفرّقهم، فاستقرّ الأمر على ذلك

وفيها فى شهر رمضان وصلوا تجّار من سوداق، وخبّروا أنّ الملك أنغاى الذى على تخت مملكة بركة فى هذه السنة، وصل فى شهر ربيع الأوّل إلى سوداق ومعه عسكر ثقيل، وأنّه أمر لأهل سوداق أنّ كلّ من كان من جهته فليطلع إلى ظاهرها بجميع أهله وولده وماله. فطلع جميع من كان متعلّقا (١٤) به وهم أكثر من الثلثى. ثمّ أمر العساكر أن يحتاطوا بها وعاد يطلب واحدا واحدا (١٥)، فيعاقبه ويأخذ جميع ماله. ثمّ يقتله إلى أن قتل جميع من كان تبقّى فى البلد، وبعد ذلك ألقى فيها النار حتى تركها دكّا كأن لم تكن شيئا. وسبب ذلك أنّ سوداق كان حقوقها يقسّم بين أربعة ملوك من التتار، أحدهم أنغاى هذا وهو بيت باتوا فى الأصل، فذكروا أن الملوك


(٦) ريحا: ريح
(٧) بغيظهم: بغيضهم
(٨) السورة ٣٣ الآية ٢٥
(١٤) متعلقا: متعلق
(١٥) واحدا واحدا: واحد واحد