للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمّ توجّه الأمير جمال الدين الأفرم إلى دمشق المحروسة، فكان دخوله إليها يوم الأربعا ثانى وعشرين جمادى الأولى، وأصبح يوم الخميس ركب فى دست النيابة، واستقرّ الحال على ذلك

فلمّا كان العشر الآخر من شهر رجب الفرد من هذه السنة المذكورة وصل الشيخ شهاب الدين أحمد القصّاص المعروف بابن العماد من البيرة.

وكان بها نايبا سيف الدين طوغان، وبقلعة الروم فخر الدين أياز، وبالرحبة الغتمى. وأخبر ابن العماد المذكور أنّ غازان بن أرغون بن أبغا بن هلاوون ملك التتار كان قد عزم على قصد الشأم فى تشارين فى سبعين ألفا من المغل. فسيّر سلامش بن باكبوا بن باجوا فى خمسة وعشرين ألف فارس إلى الروم، على أنّه يأخذ جيوش الروم ويتوجّه إلى الشأم من جهة بلاد سيس، ويكون مجى غازان فى بقيّة المغل من ناحية ديار بكر، وينزلوا الفراة، ويغاروا على البلاد، بنواحى البيرة وقلعة الروم والرحبة. ثمّ يكون اجتماعهم على حلب، فإن التقاهم أحد (١٣) التقوه، وإلاّ دخلوا البلاد الشأميّة. هذا ما كان استقرّ عليه عزمهم، وكان أمر الله تعالى غير ذلك

فاتّفق عند عبور سلامش إلى الروم أطمعته نفسه بالملك، فإنّه أقرب إلى عظم جكز خان من غازان. فتملّك الروم وأخلع على أمرايها، وخلع طاعة غازان واستخدم ونفق، وسيّر كتبا (١٧) إلى أولاد قرمان، وكانوا قد أطاعوه، ونزلوا فى خدمته فى عشرة آلاف فارس. ثمّ إنّه كاتب إلى مصر يطلب النجدة والمساعدة على غازان. فوصلوا رسله إلى دمشق فى العشر الأوسط من شهر رجب، فسيّروا إلى الديار المصريّة


(١٣) أحد: احدا
(١٧) كتبا: كتب