بخلاف ما أنت عليه الآن، وتحتال معنا على حضور شاور إلينا. وههنا شخص من أصحابنا على خطة الموت، انظره وخبر عنه إذا حلفت». قال: فلما عاد الحكيم، وعرّف شاور بأنه عاينه على التلف، وثق شاور، وطمع فى جيشه، وركب وأتى إليه، فوثب عليه جرديك وبرغش -موليا نور الدين-فقتلاه بإشارة صلاح الدين لهما فى ذلك. وقيل إن أول من بسط يده بالقبض عليه صلاح الدين، وأن شاور لم يقتل فى الساعة الراهنة حتى حضر توقيع من العاضد على يد خادم خاص بقتل شاور، وإنفاذ رأسه، ففعل به.
ثم خرجت الخلع بالوزارة لأسد الدين شيركوه، ونعته العاضد بالملك المنصور.
فكانت مدة وزارته ثمانية أشهر، وتوفى إلى رحمة الله تعالى. وولى صلاح الدين الوزارة، ونعته العاضد بالملك الناصر.
وكان سبب موت أسد الدين أنه كان يحب أكل اللحوم الغليظة، مثل لحوم البقر والخيل والنعام وما أشبه ذلك، فلحقه من ذلك خانوق حتى قتله.
وكان صلاح الدين فى مبتداه قليل المال والرجال، صاحب أكل وشرب وطرب، فلما فتح الله عليه بالملك تاب عن جميع ذلك. وظن العاضد أن الأمر لا يستقيم له بعد أسد الدين، لما كان يعلمه منه، فأبى الله إلا أن يملكه الأرض، ويفتح على يديه الفتوحات. وكان ذلك فى سنة أربع وستين وخمسمائة، وإنما ذكر تلاوة على النسق.