(٢٠٠) أحضر بهرام فأجلسه معه على سريره وأطعمه بيده من ورق التّنبل وسقاه بيده كأسا، وقال له: احتكم، فإنّك لا تسألني شيئا إلا أعطيتك إيّاه.
فقال بهرام: إنّي أريد أيّها الملك أن تعطيني بعض بلادك إقطاعا. وذكر له بلدين، وهما: الدّيبل ومكران. فأنعم له بذلك فيروز، وكتب له بهما كتابا أشهد فيه على نفسه. ولبث بهرام بعد ذلك عنده أيّاما حتّى أنس به. ثمّ تسلّل فعاد إلى ملكه، وبعث إليه فيروز بهديّة ولا يعلمه أنّه كان ذلك.
فأنفذ إليه بهرام كتاب الإقطاع مع رسوله. فلمّا انتهى الرسول إلى فيروز ووقف على باطن القصّة، قال: بحقّ وعدل حكم الربّ لشاهان شاه في ملك أبيه، وأمضى له الإقطاع، وأكرم رسوله، وبعث إليه بكتاب عنوانه:
إلى شاهان شاه، ابرار شهر شاه بهرام، من أخيه المعترف بفضله، ملك الحكمة، فيروز. وأصحب رسله هديّة عظيمة الشأن. وكان بعد ذلك ينفذ إليه في كلّ عام خراج الدّيبل ومكران.
أمّا قوله: شاهان شاه أي ملك الملوك؛ وقوله: ابرار شهر شاه أي جبّار الجبابرة. وفي بعض لغتهم أيضا: شهر شاه أي ملك السباع، والله أعلم.