فاحملوا عليهم جميعا. ثمّ تقدّم بهرام فارسا دارعا متقلّدا سيفا وبيده قوس. وكانت الهند لا تحسن الرماية وأكثرهم رجالة. فحمل عليهم حملة قتل فيها جماعة منهم، ثمّ فرّ، واتّبعه جماعة من فرسانهم، فجعل يرميهم وهو مدبر، فلا يسقط له سهم إلاّ في رجل منهم، فينفذ السّهم منه.
فارتدّوا عنه وكرّ عليهم. ففعل بهم أشدّ من فعلته الأولى وقد أدهشهم.
فجعل يضرب الرجل فيقطعه نصفين، ويقتلع الفارس فيذبحه بالسيف على قربوس سرجه، ثمّ يضرب به فارسا آخر فيرديه عن فرسه وربّما قتله.
فلمّا أثخن فيهم اتّبعوه ففرّ منهم وقتل من تبعه منهم بسهامه. ثمّ كرّ عليهم فخالطهم وجعل يتناول الرجلين منهم بيديه ويضرب أحدهما بالآخر فيقتلهما، ثمّ يضرب بهما الصفّ، فذعروا منه وتصايحوا بينهم:
هرميد هرميد، يعني اسم السّلطان بلغتهم، ونكصوا على أعقابهم، وتشوّشت صفوفهم عن مصافّهم. فلمّا رأى ذلك فيروز، أمر جيوشه بالحملة، فحملوا بأسرهم. فانهزم عدوّهم واستباحوه، ولم ينج منهم إلاّ القليل.
ولمّا عاد فيروز إلى دار ملكه قرير العين بما تهيّأ له من الظّفر،