القرشى بما لقى، فأمره بالقفول، وخرجت ماردة عن يده، وزالت هيبته.
وهكذا كانت ساير تصرفاته حتى خرج جميع مدن الأندلس عن يده. ولم يبق له إلا قرطبة، والغارات تشن عليها حتى أن بن حفصون بلغ فى مغارة إلى باب القنطرة من أبوابها ورمى برمحه للصورة التى على الباب فهشمها.
ومن عجيب لينه أن ولده مطرّفا كان قد قتل أخاه محمد بن عبد الله والد الناصر. فلم ينكر عليه قتله بل قال له: قد سوّغتك قتل أخيك فالله الله فى ابن أمية-يعنى وزيره-فإنك إن قتلته قتلتك به. ثم حذر ابن أمية من مطرّف وأمره ألاّ يراه إلا على ظهر دابته، وكان مطرّف قد عزم على خلعه، ولم يمكنه ذلك لمكان ابن أمية، فعمل عليه حتى قتله فقتله والده به.
ولد عبد الله المذكور فى سنة ثمانين ومايتين، وتوفى مستهل ربيع الأول سنة. . . وثلثماية وبلغ من السن اثنين وسبعين سنة فكانت مدة مملكته خمسا وعشرين سنة.
(٤) باب القنطرة: انظر الروض المعطار ص ١٥٣،١٥٦
(٦ - ١١) من. . . به: ورد النص فى نهاية الأرب ٢٣/ ٣٩٦، انظر أيضا تاريخ افتتاح الأندلس ١٠٤
(٦) مطرّفا: فى المعجب ٥٤: «المطرّف»
(٨) ابن أمية: فى تاريخ إسبانيا الإسلامية لليفي-بروفنسال ١/ ٣٣٥ - ٣٣٦:«عبد الملك ابن عبد الله بن أمية»