ومعه خلق مجفلين. وسار بادريس فى إثر بكجور فنزل على ميماس حمص فلم يعرض للبلد، ودخل المدينة ونظر الكنيسة وخرج من البلد، ورحل يريد البقعة طالبا طرابلس. فذكر أنه أنفذ إلى حمص رسولا يقول لهم: نريد مالا. فقال أهل حمص: هذا بلد خراب ليس فيه مال. فرجع ونزل حمص وقال لأهلها: من خرج من البلد فهو آمن. فخرج قوم وجلس قوم. فدخل عسكره البلد فنهب وسبى وأحرق الجامع. ودخل كثير من الناس فى مغاير نحو الباب الشرقى، فدخّن عليهم فقتلهم الدخان. ولم يعرض للقرى، ولا لمن هرب إليها.
وكان دخول الروم حمص يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الأولى من هذه السنة، وهى دخلة الروم الثانية حمص.
وقال قوم: إنّ أبا المعالى ابن سيف الدولة خاف بكجور فبعث إلى بادريس أن أخرب حمص. فإنّ الروم كانوا مهادنين حلب وهى فى خفارتهم.
ولم يزل بلتكين يسوّف بكجور الأوقات فى تسليم دمشق بمكاتبات الوزير ابن كلّس إلى بلتكين. وكان الوزير لا يودّ أن يكون بكجور بدمشق، فلما علم العزيز أنّ بكجور ممنوع من التسليم (ص ١٣٧) وفهم أنّ ذلك من مكر الوزير أنفذ رجلا من الكتّاب يقال له ابن غياث ومعه خلع، وكتب إلى بلتكين وبكجور وسائر القوّاد. فخلع على بكجور