وبلتكين وأمره بالمسير والتسليم لبكجور، فسلّم إليه البلد وعاد بلتكين متوجّها إلى مصر يوم الأحد مستهل رجب من هذه السنة.
ودخل بكجور يوم السبت لسبع خلون من رجب. وكان قد علم أنّ الذى كان صدّه هذه المدّة عن ولاية دمشق ابن كلّس الوزير.
وكان لابن كلّس بأعمال دمشق ضياع، ووكيله بها رجل يقال له ابن أبى العود. وكان يهوديا. فشرع فى معاندة الوكيل، وحطّ على جميع أملاك الوزير ابن كلّس، وعمل على الوكيل حتى ذبح فى بيته.
فلما بلغ الوزيز ذلك غمّه وقال للعزيز: هذا أول عصيان بكجور وسوف ترى ما يكون منه. وكان ابن الجرّاح قد قدم معه وصار فى جملته.
وقد أقام بكجور بالبلد يظلم ويجور ويعسف بالنّاس ويجمع الأموال لنفسه مدّة سنة أربع وسبعين وسنة خمس وسبعين إلى سنة ست وسبعين حسبما يأتى من ذكر ذلك.
وفيها غلت الأسعار جدا بمصر والشام والعراق، وجاع الناس مجاعة عظيمة، وبلغ الكيل الحنطة مالا جزيلا لا يصدّقة العقل.