للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السيف تسعه ايام، وكان دخولهم فى السادس والعشرين من شعبان. وهدموا السور، ووسطوا علا الدين بن الملك الصالح على الجسر وعلقوه. ثم رحلوا، فقتلوا الملك الصالح اسمعيل فى طريقهم قبل وصولهم الى هلاوون. وكان الملك المجاهد سيف الدين اسحق صاحب الجزيره، والملك المظفّر علا الدين علىّ صاحب سنجار، لما نزلوا (٤) التتار على الموصل، خرجا من ملكهما وتوجها الى الديار المصريه لخدمه السلطان الملك الظاهر. فاحسن اليهما واقطعهما الاقطاعات الجياد (٦) ولاولادهم ولاخوتهم ومماليكهم (٧).

وانقضت دوله اولاد بدر الدين لولو من الموصل والجزيره وسنجار ونصيبين وقلاعها، بالوصا، والجزيره العمريه واعمالها، والبوازيج (٩)، وعقر شوش ودارا، وجميع تلك الاعمال مع القلاع العماديه، وكواشى (١٠)، وبلادها، وسنجار واعمالها، مع قلعه الهيثم. ثم انقضت تلك السنون واهلها فكانها وكأنهم ما كانوا.

وفيها غار عسكر سيس ورجاله من انطاكيه على الفوعه من بلاد حلب وسرمين ونهبوا وافسدوا. فركب اليهم الامير علا الدين الشهابى، نايب السلطنه بحلب، وصحبته عسكر حلب فكسر الارمن، واخذ منهم جماعه وسيرهم الى مصر فوسطوهم بها.

ودكر الشيخ شهاب الدين ابو شامه فى تاريخه (١٦)، ان فى هده السنه سابع وعشرين ذى القعده، وصل الى دمشق من عسكر التتار ما يتى فارس وراجل بنسايهم


(٤) نزلوا: نزل.
(٦) الجياد: الملاح، م ف--ولا ولادهم ولا خوتهم: ولأولادهما ولإخوتهما.
(٧) ومماليكهم: فى الأصل «ومماليكم».
(٩) والبوازيج: فى الأصل «والبوايح؟؟؟».
(١٠) وكواشى: فى الأصل وم ف «وكولى»؛ انظر مختارات من ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر، ص ٤٤، واليونينى، ذيل مرآة الزمان، ج‍ ١ ص ٤٩٥.
(١٦) انظر الذيل على الروضتين لأبي شامة (ط. القاهرة ١٩٤٧) ص ٢٢٠.