فمنها أنه كان إذا جلس للخصوم رمى إليه شقاف فيها أسماء القصص، فوقعت له شقفة فيها قصة نخاسين البغال. فدعاهم وسألهم. قالوا: إن أبا موسى هارون مولى إبراهيم الأمير هذا اشترى منهم بغالا بخمس مئة دينار، ولم يدفع لهم شيئا. فضمّ ديوانه وقام معهم إلى إبراهيم. وكان قد أباحه الدخول عليه متى شاء. فقال له إبراهيم: ما قصّة القاضى؟ فذكر له قصّة المتظلّمين. فأمر إبراهيم بإحضار هارون، فأحضر وسأله فأقرّ (ص ١٨) وقال: إنما أخّرته حتى أدفعه من خراج ضيعتى. فقال القاضى ابن غانم:
إنما ظننت أنه ينكر، فاستحلفه. فأمّا إذ أقرّ فلا يبرح حتى يدفع إليهم مالهم. فلم يزل حتى دفع ذلك.
وروى أنّه دخل على إبراهيم يوما وفى يد إبراهيم قارورة فيها دهن يسير.
فقال لابن غانم: كم تقول إنّ هذا الدهن يساوى؟
فذكر شيئا يسيرا.
فقال الأمير إبراهيم: إن ثمنه كذا وكذا، وذكر مبلغا كثيرا.