وكان إبراهيم يصلّى الفرائض كلّها فى الجامع مع الجماعة. فخرج ليلة من الليالى لصلاة عشاء الآخرة، وكان مشغول القلب، فعثر على حصير الجامع فسقط. فلما صلّى بالناس وانصرف بعث فى طلب ابن غانم.
فمضى إليه، فقال: إنى لم أبعث وراءك إلاّ لخير. وأخبره بسقوطه على الحصير بالجامع وقال: إنما فى طلبك لتستنهكنى لئلاّ يقال إنّى سقطت لسكر. فاستنهكه. ثم قال: جزاك الله عن دينك خيرا.
ولما مات ابن غانم ولى القضاء أبو محرز محمد بن عبد الله بن قيس ابن يسار الكنانى مكرها. وقد عدّه ابن شعبان الفرضى من أصحاب مالك ابن أنس. وكان قد أبى، فأمر إبراهيم عامر بن معمّر بحمله إلى مجلس الحكم، فمسك بيده وأجلسه، وتمادى فى الولاية حتى مات إبراهيم ابن الأغلب.
توفى إبراهيم رحمه الله يوم الثلاثاء لثمان بقين من شوال سنة سبع وتسعين ومئة. فكانت مملكته ثلاث عشرة سنة وشهرين وأيام. والله أعلم.