للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخاصكيه الصبيان الدين قد لعبوا بعقلك، وأخرجهم من عندك، ونحن نحضر ونتفق معك على المصلحه». فاعتدر (٢) انه خايف منهم، ولا يقدر على دلك. ولم يكن عنده من الامراء الكبار غير الامير شمس الدين سنقر الاشقر، والحلبى، وعز الدين ملك الامرا.

واتا (٥) الى المقر السيفى قلاوون من الامرا الشاميين سيف الدين الهارونى، وسيف الدين بيدغان الركنى، والباشقردى، وبيبرس المجنون، وبكتاش النجمى مع عده امرا اخر، وكدلك بقيه الامرا المصريين، والمقدمين، واعيان الدوله من الجيوش.

وعاد الامير شمس الدين سنقر الاشقر وعز الدين ملك الامرا يمشون (٩) فى الصلح بينهم. فاوعدوهم (١٠) انهم يدخلوا دمشق، ثم ساقوا من عدرا، ونزلوا مصطبه السلطان عند الكسوة. فسير السلطان الملك السعيد اليهم والدته، ومعها سنقر الاشقر، لتسترضيهم. فاوعدوها انهم فى غد يدخلوا (١٢) دمشق. فعند عودتها رموا خيامهم، وتوجهوا طالبين مصر. ونزلوا راس الما.

وخرج السلطان يوم الخميس [سلخ شهر ربيع الأوّل] (١٤) حتى يلتقيهم، فوجد جماعه اخبروه برحيلهم من امس. فرجع الى دمشق، وطلب الامير علم الدين الحلبى، واستشاره. فقال: «المصلحه انك تتبعهم منزله بمنزله، ولا تدعهم يتمكنوا (١٦) من قلعه الجبل، والضمان عليه ان أوصلك القلعه وأجلسك مكانك». فخلع عليه (١٧)، وجمع الاموال وبقية الجيش، وخرج من دمشق يوم الجمعه ثانى شهر ربيع الاخر (١٨)،


(٢) فاعتدر: فاعتذر
(٥) واتا: وأتى
(٩) يمشون: يمشيان
(١٠) فاوعدوهم: فأوعدوهما--يدخلوا: يدخلون--عدرا: عذراء
(١٢) يدخلوا: يدخلون
(١٤) أضيف ما بين الحاصرتين من ابن تغرى بردى، النجوم الزاهرة، ج‍ ٧ ص ٢٦٧
(١٦) يتمكنوا: يتمكنون
(١٧) عليه: علىّ، م ف
(١٨) ثانى شهر ربيع الاخر: كذا فى الأصل ومن ف؛ بينما فى اليونينى ج‍ ٤ ص ٣، وابن تغرى بردى ج‍ ٧ ص ٢٦٧ «مستهلّ ربيع الآخر»