للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصحبته العساكر الشاميه. ولم يزل حتى وصل الى بلبيس، فخامر عليه العسكر الشامى صحبه عز الدين ملك الامرا، ورجع الى الشام.

واما السلطان فان الامير علم الدين الحلبى اخده، وحطم به، وطلع القلعه، والعساكر جميعها مطليه (٤) حول القلعه. وكان حال (٢٠٤) وصول المقر السيفى قلاوون والامير بدر الدين بيسرى الى القلعه، سيروا طلبوا الامير عز الدين الافرم، وكان النايب بالقلعه، فامتنع عليهم. فلما وصل السلطان القلعه. فتح له وطلع، وغلق بابها، وأظهر الحرب. فعندها قطعوا الماء عن القلعه، وطمعوا فيه، وحاصروه ثلثه ايام، وخامر ايضا عليه بعض الخاصكيه. فسير [السلطان] الامام الحاكم بامر الله الخليفه الى الامرا يقول لهم: «ما الدى تريدونه، وما هو غرضكم؟» فقالوا: «يخلع نفسه من الملك، ونولى اخوه (١٠)، لان لابيه فى اعناقنا ايمان بان لا نقتله، وإن كان ما يصلح، نسيره الكرك فيخلع نفسه، ويتوجه فى دعة الله الى الكرك، وهو آمن على نفسه وحريمه وماله». فوقع الاتفاق كدلك. فتوجه الملك السعيد الى الكرك، وصحبته الامير سيف الدين بيدغان الركنى، بعد ما خلع نفسه بالقاضى والشهود، وأبرأ الناس من بيعته. ثم ان الامرا حلفوا لاخيه بدر الدين سلامش، ولقبوه الملك العادل، والمقر السيفى اتابك الجيوش. واستقر الامر كدلك حسبما ياتى من تتمته.

واما العسكر الشامى فانه عاد الى دمشق، ودخل مستهل جمادى الاخره (١٧).

وكان العسكر المجرد فى حلب، لما بلغهم هده الاخبار، وصلوا الى دمشق فى شهر جمادى الاولى (١٩)، والمقدم عليهم الامير ركن الدين بيبرس الجالق، والامير عز الدين


(٤) مطليه: مطلبه، م ف
(١٠) اخوه: أخاه--ايمان: أيمانا
(١٧) جمادى الاخره: كذا فى الأصل؛ فى م ف وابن الفرات ج‍ ٧ ص ١٤٨ «جمادى الأول [كذا]»
(١٩) جمادى الاولى: كذا فى الأصل؛ فى م ف وابن الفرات «ربيع الآخر»