للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ازدمر العلايى، والامير شمس الدين قرا سنقر المعزى، والامير جمال الدين اقوش الشمسى وغيرهم. فاتفقوا مع الامراء الدين بدمشق ان يكون الامير جمال الدين اقوش الشمسى مقدما على الجيوش، ويمسكوا عز الدين [ايدمر الظاهرى] (٣) النايب، المعروف بملك الامرا، كونه ترك ابن استاده وخامر عليه، ورجع من بلبيس.

فلما كان يوم الاحد مستهل جمادى الاخره (٥)، دخل عز الدين ملك الامرا، (٢٠٥) وصحبته العسكر الشامى. فطلع الامرا المقيمين (٦) ليلتقوهم. فلما وصلوا ميدان الحصا، ثم الى باب الجابيه قال الامير جمال الدين اقوش الشمسى لعز الدين ملك الامرا: «المصلحه انك تدخل معى دارى، ولا تكن (٨) سبب الفتنه بين المسلمين الى حيث يرد مرسوم السلطان». فعلم الامير عز الدين انهم عملوا على مسكه، فما امكنه غير العبور الى دار الامير جمال الدين. فاقام عنده الى بعد صلاة العصر، فحضر العلايى، والحاج ازدمر، والجالق، ومسكوا عز الدين ملك الامرا من عند جمال الدين الشمسى وطلعوا به القلعه، وسلموه للامير علم الدين الدوادارى نايب القلعه يوميد. فجعله فى البحرة تحت الترسيم، ومكّنه من عبور الحمام. فبلغ دلك الامرا، وانكروا على الدوادارى فقال: «ما جانى مرسوم من السلطان فى امره بشئ، ولا لكم أيضا، وقد مسكتوه (١٥) انتم بايديكم». فاغلظوا عليه فى الكلام، وكان جالس (١٦) بينهم فى دركاة القلعه، فقفز من بينهم ودخل القلعه، وامر القلعيه والمقدمين، فجدبوا (١٧) سيوفهم. فخرجوا الامرا ايضا وقد جردوا سيوفهم. وغلقت ابواب القلعه، ووقع الجفل والتشويش فى الناس.


(٣) أضيف ما بين الحاصرتين من ابن الفرات ج‍ ٧ ص ١٤٨.
(٥) جمادى الاخره: كذا فى الأصل؛ بينما فى م ف «جمادى الاول» وفى اليونينى ج‍ ٤ ص ٦ «جمادى الأولى»
(٦) المقيمين: المقيمون
(٨) ولا تكن: ولا تكون
(١٥) مسكتوه: مسكتموه
(١٦) جالس: جالسا
(١٧) فجدبوا: فجذبوا--فخرجوا: فخرج.