فلما استقرّ المعزّ بالقصر-وكان دخول المعزّ بالله إلى قصره بالقاهرة المعزية الخامس من شهر رمضان يوم الثلاثاء من هذه السنة.
فلما كان بعد ذلك واستقرّ بقصره جمع الناس فى مجلس عام وجلس لهم. وقال: هل بقى من رؤسائكم أحد؟ فقالوا: لم يبق معتبر. فسلّ عند ذلك نصف سيفه وقال: هذا نسبى. ونثر عليهم ذهبا كثيرا وقال: وهذا حسبى. فقالوا جميعا: سمعنا وأطعنا.
قلت: وقد رأيت فى بعض مسوّداتى أنّ الشريف الذى جرى للمعز معه هذا السؤال هو أبو جعفر مسلم بن عبد الله الحسينى والشريف أبو إسماعيل إبراهيم بن أحمد الحسنى الزينبى. فإنّ وفاة السيّد ابن طباطبا مقدّمة على جواز المعزّ مصر. فإنّ وفاته فى رابع رجب سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة، وكانت ولادته سنة ست وثمانين ومئتين.
وصلّى عليه فى مصلّى العيد لكثرة العالم، ودفن بالقرافة. وقبره معروف مشهور بإجابة الدعوة. رحمة الله عليه. ولعلّ يكون صاحب هذه الواقعة بعض ولده. والله أعلم.