وكان سيدا طاهرا كريما فاضلا عالما صاحب رباع وضياع وسعادة ضخمة ونعمة ظاهرة وأموال جزيلة وعبيد وحاشية، كثير النعم والأنعام. قال: فمن جملة سعة رزقه وسماحة نفسه أنه كان فى دهليزه رجل برسم كسر اللوز والفستق، له كل يوم ديناران، وذلك برسم الحلوى التى كان ينفذها لوجوه أهل مصر وأمرائها وكبارها من الإخشيديّة وغيرهم.
وكان يرسل إلى كافور الإخشيدى فى كل يوم جامين حلوى ورغيف خبز. فحسده عند كافور بعض من قال له: الجامين الحلوى لا بأس بهما فما الضرورة إلى الرغيف الخبز؟ فنفذ إليه كافور يقول:
يجرينى الشريف على العادة فى الحلوى، ويترك الرغيف الخبز. ففهم السيّد أنّهم أغروه بذلك. فركب إليه وقال (ص ٩٧): حفظك الله.
إنى لم أنفذ الرغيف استكثارا ولا استكبارا وإنما هى صبيّة حسنيّة من الأشراف تعجنه بيدها وتخبزه بيدها، فأحببت لك بذلك البركة.
فقال كافور: والله لا عاد لى قوتا سواه.
عاد القول إلى ذكر المعزّ بالله.
فلما تمادى فى السير مع المعز قال الشريف ابن طباطبا للمعز:
إلى من ينتسب مولانا أعزّه الله؟
فقال له المعزّ: سنعقد مجلسا ونجمعكم فيه ونسرد عليكم نسبا إن شاء الله تعالى.