ثمّ إنّ الملك أعطاه أمانا وردّ عليه زوجته التي كان استصفاها أبوه لنفسه.
فأبا مثولها، وقال: لا يحلّ لي في ديني مراجعة من وطئها الملك. فسألوه أن يرفع عنهم ما كان أفسده من أمرهم. فقال: أمّا السباع والتماسيح وما أشبه ذلك فقادر على إزالة مكروهه. وأمّا عقم الأرحام فليس من عملي، وإنّما ذلك من عمل ربّ السماء. وملكهم أفروس أربعا وستّين سنة. ولم يعقب، فملّكوا عليهم أرمانوس.
فملكهم أرمانوس وأحسن في سيره، وغزا أعدائهم، وقهر من ناوأهم. وقد كان أصيب بعلّة في جسده، فأوصى لابن عمّ له، يقال له:
فرعان بن ميسور.
ويقول القبطيّون القدم من أهل مصر: إنّ أوّل من سمّي فرعون (٨٧) غلام كان للوليد بن دومغ العمليقيّ وكان يسمّى عونا. وقد كان هرب من مولاه الوليد لمّا رجع من جدّ النيل وطلبه، وبنى المدينة التي يقال لها:
مدينة العقاب، وتحصّن بها من مولاه الوليد بن دومغ، فقيل فرّ عون من مولاه. وسنذكر خبره في موضعه، إن شاء الله تعالى.
ونعود إلى قصّة أرمانيوس الملك وفرغان ابن عمّه. وذلك أنّه لمّا طال علّة أرمانوس ولا عاد ينفع النساء، وقعت عين زوجته على فرغان، وكان شابّا جميلا، فطلبته لنفسها ودقّقت الحيلة حتّى اجتمعت به في