للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالطّلّسمات المانعة لذلك، فعجزوا عن دفعها لعظمة قدرة الله عزّ وجلّ.

وكذلك تسلّط عليهم الفار، فكان يأكل كلّما كانوا يزرعون من سائر أصناف الحبوب، حتّى قحطوا أشدّ قحط.

وذكر أنّ ساحرا من سحرتهم قد كان مناوس الملك اغتصب ابنة عمّه، وهي زوجته. وكانت أحسن أهل زمانها. فشرع ذلك الساحر، وكان يسمّى حيزاه، وكان يسكن البرّ الغربيّ (٨٦) بشاطئ النيل، فكان يعمل الحيلة قليلا قليلا، في إفساد طلّسماتهم. لأنّ لكلّ طلّسم شيئا يفسده ويحلّ روحانيّته، وبهذه العلّة دخل البخت نصر الفارسيّ مصر، وكانت ممتنعة من جميع الملوك، فقوي عليها البخت نصر بإفساد طلّسماتهم، فكان من أمره ما كان.

وكان حيزاه الساحر قد أفسد طلّسمات التماسيح، فهاجت عليهم أيضا، حتّى منعتهم ورود الماء، وأشرفوا على الهلاك. ففطنوا له من بعض تلاميذه، فأنفذ الملك له جيشا يحضره. فلمّا نظر القوم مقبلين عليه، دخّن بدخن غشي أبصارهم، وارتفعت منه عجاجة من نار حالت بينهم وبينه، وكادوا يهلكون من شدّة حرّها، فهالهم أمره ورجعوا إلى الملك أفروس بالخيبة. فجمع الملك السّحرة أجمعين، وعرّفهم أمر حيزاه الساحر، فأقرّوا كلّهم له باليد الطولا في علمه، وأنّ لا طاقة لهم إلاّ المسالمة. فأمرهم الملك أن يتلطّفوا به، فتوجّهوا إليه ولاطفوه في حديث طويل هذا آخره.