للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ثم عاد إليها فإذا هى عامرة فعل كذلك مرار، وهذا يدلّ على أنّها قديمة.

وحكى الحافظ ابن عساكر رحمه الله فى تأريخه (١) أنّه كان فى دمشق رجل صالح وكان يقصده الخضر عليه السلام وذلك فى زمان معاوية بن أبى سفيان، فبلغ ذلك معاوية فجاء إلى الرجل وقال له: اجمع بينى وبين الخضر عندك، قال: نعم، فجاء الخضر على عادته فأخبره بما قال معاوية، فقال: ليس لى إلى ذلك سبيل، فقال له معاوية: قل له: قد قعدنا مع من هو خير منك وحدّثناه وخاطبناه وهو محمّد صلى الله عليه وسلم! ولكن اسأله عن ابتداء بناء دمشق (١٠١) كيف كان، قال: نعم، وذكر لحديث المقدّم ذكره.

وذكر الحافظ ابن عساكر أيضا (٢) عن أبى حسين الرازى والد تمام أنّه ذكر فى تأريخه: أنّ عبد الله بن على بن عبد الله بن عبّاس لمّا حاصر دمشق وهدم سورها وقع منه حجرا عليه منقوش باليونانى فترجم بالعربيّة، فكان: ويك أمّ الجبابرة من رامك بسوء قصمه الله وتلك من خمسة أعين ينقض سورك على يديه بعد أربعة آلاف سنة فنظر فإذا هو عبد الله بن على بن عبد الله بن عبّاس ابن عبد المطلّب، ففعل بها ما فعل.

وقد ورد أيضا فى فضائل دمشق أخبار فيها للمحدّثين نظر، فلذلك عديناها، وقد ذكرها أبو القسم فى تأريخه، وليس فيها ما ينبت إلاّ النادر، وذكر أيضا أبو القسم فى تأريخه فى أخبار دمشق: أن أبا الفتح المسلم بن هبة الله صنّف ألف رسالة فى تفضيل دمشق على الدنيا، وكان فاضلا رحمه الله، وهو القائل (من الطويل):

وما ذقت طعم الماء إلاّ وجدته ... كأن ليس بالماء الذى كنت أعرف

ولا سرّ صدرى مذ تناءت بى النوا ... أنيس ولا مال ولا متصرّف


(١) تأريخ دمشق ١/ ١٢
(٢) تأريخ دمشق ١/ ١٥