للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما أحضر اللذات إلاّ تكلّفا ... وأى سرور يقتضيه التكلّف

وروى عن كعب الأحبار أنّه رأى رجلا من أهل الشام فقال: من أين أنت؟ فقال: من دمشق، فقال: أنت من الذين يعرفون فى الجنّة بالثياب الخضر، وحكى جماعة من مشايخ دمشق أنّ بالغوطة مائة ألف ونيفا وثلاثين ألف بستان، وسنذكر أنهارها عند ذكرنا لأنهار الدنيا إن شاء الله تعالى.

وروى عن ابن أبى ديب (١) عن معن بن الوليد عن خالد بن معدان عن معاذ ابن جبل قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لنا فى صاعنا ومدّنا وفى شامنا ويمنّا وفى حجازنا، قال، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله! وفى (١٠٢) عراقنا! فأمسك النبىّ صلى الله عليه وسلم، فلمّا كان فى اليوم الثانى قال مثل ذلك، فقام إليه الرجل فقال: يا رسول الله! وفى عراقنا! فأمسك، فقام إليه فى اليوم الثالث وقال مثل ذلك فأمسك عنه فولّى وهو يبكى فدعاه النبىّ صلى الله عليه وسلم فقال: أمن أهل العراق أنت؟ قال: نعم، قال: إنّ أبى إبراهيم همّ أن يدعو عليهم فأوحى الله إليه: لا تفعل فإنّى جعلت خزائن علمى فيهم وأسكنت الرحمة قلوبهم.

وقد أكثرت الشعراء فى وصف دمشق ومحاسنها فمنهم أحمد بن منير (٢) فقال (من البسيط):

حيى الديار على علياء جيرون ... مهوى الهواء ومغانى الخرّد العين

(٣) من أبيات وقد وازنها أبو عبد الله محمّد بن محمّد الملقّب بالعماد الكاتب الإصفهانى فقال (من البسيط):


(١) قارن المعجم المفهرس ١/ ١٧٣، اللآلئ المصنوعة ١/ ٤٦٥||ديب: ذؤيب
(٢) أحمد بن منير: خريدة القصر، شعراء الشأم ١/ ٧٦
(٣) خريدة القصر، شعراء الشأم ١/ ٢٥||حيى: حى خريدة القصر||الهواء: الهوى خريدة القصر