للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهدى النسيم لنا ربّا الرياحين ... أم طيب أخلاق جيرانى بحيرون (١)

هبّت لنا نفخة فى جلّق سحرا ... باحت بسرّ من الفردوس مكنون

ومنها:

دمشق عندى لا تحصى فضائلها ... عدّا وحصرا ويحصى رمل يبرين (٢)

وما أرى بلدة أخرا تماثلها ... فالحسن (٣) من مصر حتى منتهى الصين

وإنّ من باع كلّ العمر مقتنعا ... بساعة فى ذراها غير مغبون

لمّا علت همّتى صيّرتها وطنى ... وليس يقنع غير الدون بالدون

ترى جواسقها فى الجوّ شاهقة ... كأنّهنّ قصور للسلاطين

دار النعيم ومن أدنى محاسنها ... ثمار تمّوز فى أيّام كانون

نعيمها غير ممنوع لساكنها ... كالخلد والمنّ فيها غير ممنون

أزهارها أبدا فى الروض مونقة ... فحسن نيسان موصول بتشرين (٤)

وللحمائم فى الأشجار أدعية ... مرفوعة شفعت منّا بتأمين

خافت على الروض من عين مطوّفة ... أضحت تعوّذه منها بياسين

(١٠٣) من كلّ مطرب صوت غير مضطرب ... وكلّ معرب لفظ غير ملحون

وللبساتين أنهار جداولها ... تسير (٥) فى الجرى أمثال الثعابين

وقال ابن الكلبى رحمه الله: دمشق كورة من كور الشام ومن أعمالها البلقا منسوبة إلى بالق، وعمّان بالتشديد سمّيت بذلك لأنّ عمّان بن لوط عمرها وأقام بها، وزغر ومآب باسم ابنتى لوط عليه السلام، وسمّيت صيدا بصيدون


(١) خريدة القصر، شعراء الشأم ١/ ٣٠،٥
(٢) خريدة القصر، شعراء الشأم ١/ ٣١،٦
(٣) فالحسن: فى الحسن خريدة القصر
(٤) خريدة القصر، شعراء الشأم ١/ ٣٢،٦
(٥) تسير: تستن خريدة القصر