للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صاحبي شرائنا في دعة ... فحسامي في يدي ما يثلما

وحياتي، لو بدا الموت له ... ورأى صورته ما انهزما

فقال حاتم: ثمّ سقنا الغنيمة إلى المكان الذي ترافقنا فيه، والكلب لا يفارقنا. فعندها قسّم النّياق والغنيمة أثلاث، وأنا أنظر إلى ما يفعل.

وقال: يا فتى، أيّهم اخترت فهو سهمك، فخذه واطلب أهلك. فقلت:

والله يا مولاي إذا عدنا إلى الإنصاف فما أستحقّ من هذه الغنيمة حبة واحدة؛ وقد رأيتك قسّمتها ثلاث، فمن هو ثالثنا؟ فقال، وقد تبسّم: هذا الكلب. فقلت: وما يفعل الكلب بنوق وجمال؟ فقال: يفعل بها ما يريد، لأنّه صار رفيقنا وساعدنا في ردّ العانة <من> الوحش علينا، وأكل من زادنا، على أنّني ما أدعه ضايع وإنّما خذ قسمك واذهب إلى أهلك، وأنا كذلك، فمن تبعه الكلب يتسلّم قسمه، يفعل فيه معه بمروته.

فلمّا سمعت ذلك تعجّبت كلّ العجب، وداخلني والله من فعله الطرب. فلمّا توجّه كلّ أحد بقسمه تبعني الكلب. فقال: يا فتى، خذ قسم الكلب إليك. فأضفته إلى قسمي. ولمّا بعدنا عاد إليّ يركض، فقلت: والله لقد ندم على ما فعل وعاد يأخذ غنيمته. فتنحّيت عنها وقلت: ها أنت وغنيمتك، باركت لها (٢٨٩) الأصنام. فقال: دع يا فتى هذا الخاطر عنك، ولا تنسبني إلى البخل وقلّة الإنصاف. فو الله ما عدت إليك إلاّ حتّى أسألك عن اسمك ونسبك، فقد عاد بيننا صحبة وحرمة وذمام، ولا علمت اسمك، وكذا أنت من كرمك ما سألتني عن ذلك. فأمّا أنا فاسمي عطّاف