قال: وكان يدين بالرجعة، ويكفّر جميع الأمم، ويصوّب رأي إبليس في تقديم النار على الطين، وذكر مثل ذلك في شعره فقال (من البسيط):
الأرض مظلمة والنار مشرقة ... والنار معبودة مذ كانت النار
قال؛ وبلغه عن أبي حذيفة واصل بن عطاء إنكار لقوله وهتف به فقال يهجوه (من البسيط):
ما لي أشايع غزّالا له عنق ... كنقنق الدوّ إن ولّى وإن مثلا
عنق الزرافة ما بالي وبالكم ... أتكفرون رجالا كفّروا رجلا
فلمّا تتابع على واصل منه ما يشهد على إلحاده خطب به. وكان واصل ألثغ بالراء فأسقطها من سائر كلامه؛ فقال: أما لهذا الأعمى الملحد، أما لهذا المشنّف المكتني بأبي معاذ من يبعج بطنه في جوف منزله وفي يوم حفله. والله لولا <أنّ> الغيلة من شيمة الغالية لأبعثنّ إليه من يفعل ذلك ولا يكون إلاّ سدوسيا أو عقيليا. فانظر إلى توريته في هذا الكلام، وإسقاطه الراء من جميعه؛ قال: الأعمى ولم يقل الضرير. وقال: المشنّف ولم يقل المرعّث.
وقال: أبو معاذ ولم يقل بشّار. وقال: من شيمة الغالية أو قال سجايا الغالية ولم يقل الرافضة. وقال: يبعج ولم يقل يبقر. وقال: منزله ولم يقل داره.
وعن سعيد بن سالم قال: كان أصحاب الكلام بالبصرة ستة نفر وهم:
عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء، وبشّار بن برد، وصالح بن عبد القدّوس،