وسمّي حمير لأنّه كان له تاج يلبسه، فيه حرير أحمر وجوهر أحمر، فإذا لبسه أضاء عن بعد، فكان يقال له: الملك الأحمر، ثمّ غيّر اللفظ، فقيل له: حمير. وإنّما اسمه كالم بن يعرب، على ما ذكر جدع بن سنان في تاريخه.
ثمّ ولد لحمير كهلان وسبأ الثاني. وهذا اسمه سبأ حقّا، فإنّه سمّاه على اسم عمّه. فمنهما كان ملوك اليمن من التّبابعة، ومنهم كان أبرهة ذي المنار، وذي الأدعاد بن أبرهة.
وغزوا البلاد واقتتلوا مع أولاد يافث سنين كثيرة، وقد افترد بذلك عبد الملك بن هشام في كتابه المسمّى بكتاب التّيجان في ملوك التّبابعة، ممّا لو شرحنا بعض ذلك، لكان تاريخا بذاته.
وإنّما نحن نذكر من كلّ فنّ طرفا، بحيث لا يخلوا تاريخنا هذا من شيء قد ذكر، ليعلم الواقف عليه أنّني لم أترك تاريخا مشهورا، أو وقفت عليه بعون الله تعالى وكرمه. وأنّ هذا التاريخ جامع لذيذ جميع ما وقفت عليه، وبالله الحول والقوّة، والمستعان به على وصول الغرض فيه، إنّه وليّ ذلك، والقادر عليه.
قلت: ومن هؤلاء التّبابعة إدريس، الملك الذي بلغ آخر المغرب،