للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما وصل الى العسكر، ركب السلطان والتقاه فى جماعه الامرا، فلما وقعت عينه عليه امر بقبضه، ثم سيره الى مصر صحبة الامير شمس الدين اق سنقر الفارقانى، واعتقل وكان اخر العهد به.

ولما قبض عليه ظهر فى وجوه بعض الامرا تغيّر، كراهيه لدلك؛ فانه كان حلف له اربعين يمين (٥)، من جملتها الطلاق من ام الملك السعيد بنت بركه خان. فلما فهم السلطان دلك جمع الامرا والقضاه والشهود، واخرج اليهم كتب المغيث الى التتار، وهو يدعوهم الى البلاد ويهوّن عليهم المسالك، ويصغّر عندهم الامور، واخرج فتاوى العلما انه لا يحل بقا (٨) المدكور بسبب دلك. فعند دلك عدروه الامرا، وزال ما كان بخواطرهم من الكراهيه لمسك المغيث، وكان فى الجمله الملك الاشرف صاحب حمص.

ثم ان السلطان توجّه الى الكرك، وكتب الى من فيه بان يسلّموا. فشرطوا شروطا من جملتها، انه ينعم على الملك العزيز فخر الدين عثمان بن الملك المغيث بامريه (١١) مايه فارس. وتسلم الكرك يوم الخميس ثالث عشرين جمادى الاخره من هده السنه، ودخل قلعه الكرك المحروس الساعه الثانيه من يوم الخميس (١٣) رابع عشرين الشهر المدكور من هده السنه. وانعم على من بها من حاشية المغيث، (٨٥) وسارت البشاير الى ساير الممالك بتمليك الكرك. ثم خرج قاصدا الى ديار مصر، واستصحب معه اولاد الملك المغيث وحريمه. فلما حصل بمصر انعم على العزيز بامرة، وانزله فى دار القطبيه بين القصرين.

وفى ثانى وعشرين رجب قبض السلطان على ثلاثه من الامرا الكبار وهم:

الامير سيف الدين بلبان الرشيدى، والامير عز الدين ايبك الدمياطى، والامير حسام الدين لاجين البرلى، وأودعهم الاعتقال بالقلعه المحروسه.


(٥) يمين: يمينا
(٨) بقا: بقاء--عدروه: عذره
(١١) بامريه: بإمرة
(١٣) يوم الخميس: كذا فى الأصل والصحيح «يوم الجمعة» كما يفهم من سياق الحديث وكذلك فى م ف واليونينى ج‍ ١ ص ٥٣٣.