ثمّ رأى بعد ذلك كأنّ الكواكب الثابتة نزلت في صور طيور بيض، وكلّها تتخطّف الناس، وتلقيهم بين أرجلها ما بين جبلين عظيمين، وكأنّ الجبلين انطبقا عليهم، وكأنّ الكواكب النيّرة <مظلمة> كاسفة. فانتبه وقد تزايد ذعره. فدخل إلى هيكل الشمس، وجعل يمرّغ خدّيه <في التراب> ويبكي.
فلمّا أصبح، أمر بجمع رؤساء الكهنة من جميع أعمال مصر.
فاجتمعوا، وكانوا يومئذ مائة وثلاثين كاهنا. وهذا عند القبط أنّه أوّل اجتماع كان في الدنيا، ثمّ استثنوا ذلك. فخلا بهم وحدّثهم بجميع ما رآه أوّلا وآخرا. فعظّموه، وقالوا: لا بدّ من حدث عظيم يكون بالعالم الأرضيّ.
فقال أبو فليمون الكاهن-وكان أكبرهم، وهو إذ ذاك القاطير في ذاك الوقت: أنا أقصّ على الملك أيضا رؤيا ريتها من سنة، ولم أذكرها لأحد من الناس. وذلك أنّي رأيت: كأنّي مع الملك على رأس جبل المنار الذي في