وسطاسوس، وكأنّ الفلك قد انحطّ من موضعه، حتّى قارب سمت رؤوسنا، وكأنّه علينا كالمكبّة على المائدة، محيط بنا، وكأنّ الكواكب قد خالطتنا في صور مختلفة، وكأنّ الناس مستغيثون بالملك، وقد انجفلوا إلى قصره، وكان الملك رافعا يديه ليرفع الفلك (٧٨) <إلى> أن يبلغ رأسه، وأمرني <أن> أفعل كذلك، ونحن على وجل شديد، إذ رأينا موضعا قد انفرج والشمس قد طلعت علينا منه، فكأنّا استغثنا بها، فخاطبتنا: إنّ هذا يكون بعد مضيّ ثلاثمائة وثلاثون دورة لي، ثمّ سيعود الفلك إلى مكانه.
فانتبهت، أيّها الملك، مذعورا، ولم أذكره إلاّ في ساعتي هذه.
فعند ذلك أمر الملك أن يؤخذ الارتفاع، وأن ينظر ويبحث ويدقّق النظر في أمر هذا الكائن، ما هو؟ فاجتمعوا، وفعلوا ما أمرهم به الملك، فظهر لهم أمر الطوفان، <وبعده النار التي تحرق العالم> فعندها أمر ببناء الأهرام. ونقل إليها جميع ما أحبّ. وزبروا فيها سائر علومهم وحكمهم، ورمزوا ذلك في صور مختلفة الأشكال، يصل إلى حلّها كلّ ذي ذهن وفهم ثاقب وعقل وافر، والله أعلم.